الرجاء والخوف
صفحة 1 من اصل 1
الرجاء والخوف
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجاء والخوف
وأهل العلم والإيمان وسط في مسألة الرجاء والخوف، ففي هذه المسألة غلا قوم وجفا قوم، فمنهم من أخذ بنصوص الخوف فلم يذكر رحمة الله عز وجل وخوف عباد الله حتى قنطهم من رحمة الله، وأيسهم من مغفرته وسد عليهم أبواب التوبة، فعاشوا قلقين خائفين، فكان يأخذ أحاديث الوعيد في الكفار ويطلقها على عصاة المؤمنين، حتى توهم الجهلة أنه لا مغفرة ولا توبة ولا رحمة، وحتى بلغ ببعضهم اليأس إلى أن قال: فما نفع أن أتوب وأن أستغفر وقد أغلق الباب، فيزداد في ركوب المعاصي وانتهاك حرمات الله يأساً وإحباطاً منه، والله سبحانه وتعالى يقول: ((إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الكَافِرُونَ))، وقوله سبحانه وتعالى: ((وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ))، فهؤلاء غلاة في باب الخوف وقد حملوا النصوص غير محاملها.
وقابلهم قوم جفوا فأتوا بأحاديث الرجاء فحملوها محملاً آخر، ووعدوا المذنبين والمرتكبين للكبائر بالمغفرة وسهلوا لهم طريق المعصية والذنب والخطأ وقالوا: لا يضركم مع الإيمان ذنب ولا كبيرة ولا سيئة ولا فاحشة، فأمنوهم من مكر الله -عز وجل- وطمأنوهم في هذا الباب حتى ركبوا المعاصي والسيئات اتكالاً على المغفرة وعلى أنهم لا يؤاخذون، وأن أصل الإيمان معهم، وإنما هذه أمور تحصل من البشر، وفتحوا لهم أبواب المعاذير.
وتوسط أهل العلم والإيمان في هذا الباب فقالوا بأحاديث الخوف في بابها وأحاديث الرجاء في بابها فقالوا: الكبائر تضر بقدرها، ويفسق صاحبها، ويخشى عليه من الذنب، والواجب عليه أن يتوب، والصغائر لها أثر أيضاً فإن اجتمعت قد تكون كبيرة وقد يصر الإنسان على الصغيرة فتصبح كبيرة، ولكنه يرجى للمذنب التوبة ويخاف عليه من العقوبة، وأبواب التوبة مفتوحة، ورحمة الله قريبة، وهناك مكفرات كالتوحيد وما يكفره من الذنب، والمصائب المكفرة، والحسنات الماحية، ودعوات المؤمنين، وما يحصل للعبد من عذاب القبر ومن روعة الموقف يوم العرض، ثم شفاعة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، ثم رحمة أرحم الراحمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجاء والخوف
وأهل العلم والإيمان وسط في مسألة الرجاء والخوف، ففي هذه المسألة غلا قوم وجفا قوم، فمنهم من أخذ بنصوص الخوف فلم يذكر رحمة الله عز وجل وخوف عباد الله حتى قنطهم من رحمة الله، وأيسهم من مغفرته وسد عليهم أبواب التوبة، فعاشوا قلقين خائفين، فكان يأخذ أحاديث الوعيد في الكفار ويطلقها على عصاة المؤمنين، حتى توهم الجهلة أنه لا مغفرة ولا توبة ولا رحمة، وحتى بلغ ببعضهم اليأس إلى أن قال: فما نفع أن أتوب وأن أستغفر وقد أغلق الباب، فيزداد في ركوب المعاصي وانتهاك حرمات الله يأساً وإحباطاً منه، والله سبحانه وتعالى يقول: ((إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الكَافِرُونَ))، وقوله سبحانه وتعالى: ((وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ))، فهؤلاء غلاة في باب الخوف وقد حملوا النصوص غير محاملها.
وقابلهم قوم جفوا فأتوا بأحاديث الرجاء فحملوها محملاً آخر، ووعدوا المذنبين والمرتكبين للكبائر بالمغفرة وسهلوا لهم طريق المعصية والذنب والخطأ وقالوا: لا يضركم مع الإيمان ذنب ولا كبيرة ولا سيئة ولا فاحشة، فأمنوهم من مكر الله -عز وجل- وطمأنوهم في هذا الباب حتى ركبوا المعاصي والسيئات اتكالاً على المغفرة وعلى أنهم لا يؤاخذون، وأن أصل الإيمان معهم، وإنما هذه أمور تحصل من البشر، وفتحوا لهم أبواب المعاذير.
وتوسط أهل العلم والإيمان في هذا الباب فقالوا بأحاديث الخوف في بابها وأحاديث الرجاء في بابها فقالوا: الكبائر تضر بقدرها، ويفسق صاحبها، ويخشى عليه من الذنب، والواجب عليه أن يتوب، والصغائر لها أثر أيضاً فإن اجتمعت قد تكون كبيرة وقد يصر الإنسان على الصغيرة فتصبح كبيرة، ولكنه يرجى للمذنب التوبة ويخاف عليه من العقوبة، وأبواب التوبة مفتوحة، ورحمة الله قريبة، وهناك مكفرات كالتوحيد وما يكفره من الذنب، والمصائب المكفرة، والحسنات الماحية، ودعوات المؤمنين، وما يحصل للعبد من عذاب القبر ومن روعة الموقف يوم العرض، ثم شفاعة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، ثم رحمة أرحم الراحمين
زينب الشعراوى- .
- الجنس :
عدد الرسائل : 44
الجنسية : مصرية
الوظيفة : لاشى
نشاط العضو :
رقم العضوية : 16
علم الدولة :
نقاط : 40663
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 27/12/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى