الاطفال .......والسمنه

الاطفال .........والسمنه



تخشى الأمهات من اعطاء أطفالهن الأغذية الدهنية حتى لا تصيبهم السمنة.. وهذا خطأ, حيث ان الطفل وحتى سن الرشد يحتاج الى نسبة عالية من الدهنيات اذ تحتوي الدهنيات على وحدات حرارية كثيرة وبالتالي تؤمن طاقة كبيرة للجسم كما يحتاج الجسم الى الدهنيات لنقل الفيتامينات الذوابة فيها مثل فيتامين أ, د, ه¯, و, ك الى خلايا الجسم كما تساعد الدهنيات على امتصاص هذه الفيتامينات في الأمعاء, كما تعتبر الدهنيات مصدراً رئيسياً للحوامض الدهنية الأساسية للجسم والتي تعتبر مهمة جداً للأطفال لحصولهم على نمو سليم كما تحافظ الدهنيات على بشرة صحية. لكن ما كمية الدهنيات التي يحتاج اليها الأطفال? 



تشير الدراسات الى أن الشخص الراشد يحتاج الى 30 في المئة من مجموع الوحدات الحرارية التي يتناولها وهي دهنيات مقسمة على 15 في المئة من الدهنيات المشبعة ذات المصدر الحيواني وليس أكثر من ذلك, و20 في المئة من الدهنيات غير المشبعة ذات المصدر النباتي وتفيد بأن الأطفال يحتاجون الى كمية أكبر من الدهنيات عن تلك التي يحتاجها الراشدون, لذلك يجب على الأهل الا يمنعوا أطفالهم من تناول الدهنيات المفيدة للجسم ولنموهم السليم, ولا توجد معادلة خاصة لتحديد كمية الدهنيات الضرورية لجسم الأطفال في الأشهر الأولى من حياة الطفل.


وحدات حرارية


تؤمن الدهنيات الموجودة في حليب الأم نصف كمية الوحدات الحرارية التي يؤمنها هذا الحليب للطفل, بينما يؤمن الحليب الخاص بالأطفال كمية أقل من الدهنيات مقارنة مع حليب الأم وبمعنى آخر طبيعة جسم الأطفال تحتاج الى 50 في المئة من الوحدات الحرارية أي يكون مصدرها الدهنيات, وبعد أربعة أشهر أو ستة اشهر من عمر الطفل تقل نسبة الدهنيات التي يتناولها وذلك لاضافة اطعمة أخرى غير الحليب مثل الخضار والفاكهة والأرز الخاص بالأطفال, ولكن تظل نسبة الدهنيات في غذاء الطفل عالية حتى عمر السنتين ومن بعد هذه الفترة تقل نسبة الدهنيات الى أن تصبح في فترة المراهقة 30 في المئة من مجموع الوحدات الحرارية التي يتناولها الشخص. وهناك سؤال آخر, لماذا يحتاج الأطفال الى كمية عالية من الدهنيات? وهنا يجب أن نعرف أنه من اليوم الأول لغاية السنة الثانية من العمر ينمو الأطفال بشكل سريع وتحتاج اجسامهم الى طاقة كبيرة والدهنيات في هذه الفترة تؤمن الطاقة الضرورية التي يحتاجها الأطفال, فيحتاج الشخص الواحد الراشد الذي يتمتع بوزن معتدل وحركة جسدية معتدلة الى 40 وحدة حرارية لكل كيلو غرام من وزنه بينما الأطفال منذ اليوم الأول من العمر الى السنة الثانية من عمرهم يحتاجون الى 100 وحدة حرارية لكل كيلو غرام من وزنهم ومعظم الأطعمة قليلة الدسم لا تؤمن لهم هذه الوحدات الحرارية الكبيرة. وقد جرت دراسات عدة حول أطفال من عمر الستة أشهر الى عمر السنتين تبين بأن الأطفال الذين يشعرون دائماً بالجوع ويطلبون تناول الطعام في فترات قصيرة ومتتالية لم يتناولوا كمية كافية من الأطعمة الغنية بالبروتينات والدهنيات, ويفيد الأطباء واختصاصيو التغذية بأنه من الضروري اطعام الطفل الحليب الخاص به حتى عمر السنتين, ويمكن تقديم الحليب القليل الدسم بعد ذلك اذا كان الطفل في صحة جيدة ويتمتع بوزن جيد ويتناول معظم الأطعمة ذلك اذا كان الطفل لا يأكل الا القليل من الطعام فمن الأفضل تقديم الحليب الكامل الدسم له الى أن يصبح في فترة المراهقة, وأخيراً من الضروري أن يقدم الأهل لأطفالهم وأولادهم جميع أنواع الطعام من فئات الهرم الغذائي وتشجيعهم على تناول هذه الأطعمة من دون تقليل نسبة الدهنيات التي تحتاجها أجسامهم للحصول على نمو سليم وصحة جيدة, ويجب على الأهل استعمال كل الطرق لمساعدة اطفالهم وأولادهم على تناول كمية جيدة من الخضراوات والفواكه والقليل من الأطعمة الدسمة وبهذه الطريقة ينمو هؤلاء الأطفال على نظام غذائي صحي وسليم يرافقهم في حياتهم في السنوات اللاحقة اضافة الى ذلك يجب على الأهل الى الانتباه أجسام أطفالهم بحاجة الى كل العناصر الغذائية ومنها الدهنيات للحصول على جسم سليم ونمو صحي وطبيعي
.